said مشرف عام
عدد الرسائل : 480 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 17/04/2007
| موضوع: رجلاً ترك الدنيا وما فيها وسعى الى الاخره الأحد سبتمبر 16, 2007 11:40 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعالوا بنا الى موضوع رائع فعلاً وما احلى سماع سير الصحابه رضوان الله عليهم على يمين الراكب من المدينه المنوره الى مكه المكرمه جبل اخضر السفوح وارق الظلال يدعى جبل ورقاق كان يسكن هذا الجبل بطن من بطون قبيله مزينه وفى شعب من شعاب ذلك الجبل القريب من يثرب كان ميلاد عبد العزى بن عبد نهم المزنى لابوبين فقيرين وكان ميلاده قبل مطلع النور فى مكه المكرمه بزمن يسير غير ان يد المنون مالبثت ان اهلكت والد الطفل المزنى وهو لم يستطيع السير بعد فتحالف عليه اليتم والفقر لكن كان لهذا الطفل اليتيم الفقير عم على حظ كبير من الغنى وبسطة العيش ولم يكن لعمه هذا ولد يزين حياته او عقب يرث امواله فاولع بابن اخيه الصغير وانزله من نفسه وماله منزله الوالد من ابيه شب الغلام المزنى فى احضان جبل ورقان الزهره المورقه فخلع عليه الجبل النضير رقه من رقته واسبغ عليه صفاء من صفائه فنشأ مرهف الحس صافى النفس نقى الفطره فكان ذلك سبباً اخر لان يزداد عمه ولعاً به وايثاراً له وعلى ارغم من ان الفتى المزنى قد بلغ مبلغ الرجال الا انه لم يسمع بالدين الجديد ولم يصل الى علمه شيىء من اخبار صاحبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد استطال ذلك حتى سعدت يثرب بيومها المبارك الاغر الذى قدم فيه الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم عليها مهاجراً فطفق الفتى المزنى يتتبع اخبار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويتحسس ويبحث عن اخباره حتى انه كثيراً ما كان يمكث طول نهاره على جانب الطريق المؤديه الى المدينه ليسأل الذاهبين اليها والفارين منها سؤال الملهوف عن الدين الجديد وانصاره والنبى الكريم صلى الله عليه وسلم واخباره الى ان شرح الله صدره الطاهر للاسلام وفتح قلبه الغض لانوار الايمان فشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله وذلك قبل ان تكتحل عيناه بمرأى الرسول صلى الله عليه وسلم او تنعم اذناه بسماع حديثه فكان اول امرىء يسلم من بنى قومه فى جبل ورقان و كتم الفتى المزنى اسلامه عن قومه عامه وعن عمه خاصه وجعل يخرج الى الشعاب النائيه ليعبد الله عز وجل فى اكنافها بعيداً عن انظار الناس وكان يترقب بلهفه وشوق اليوم الذى يسلم فيه عمه ليتمكن من اعلان اسلامه ليمضى بصحبته الى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان صار الشوق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك عليه قلبه ويشغل منه عقله ولما وجد الفتى المؤمن ان صبره قد طال وان عمه بعيداً عن الاسلام وان المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تفوته واحداً بعد اخر حزم امره غير غافل عن عواقب ما اقدم عليه واقبل على عمه وقال : يا عم لقد انتظرت اسلامك طويلاً حتى نفذ صبرى فان كنت ترغب فى ان تسلم ويكتب الله لك السعاده فنعم ما تصنع وان كانت الاخرى فآذن لى بأن اعلن اسلامى بين الناس وما كادت كلمات الفتى تلامس اذن عمه حتى استشاط غضباً وقال : اقسم باللات والعزى لئن اسلمت لأنزعن من يدك كل شيىء كنت اعطيته لك ولأسلمتك للفاقه وتركتك فريسة للعوز والجوع فلم يحرك هذا التهديد فى الغلام شيئاً بل ظل مؤمناً ساكنا قلبه ولم يفتت من عزمه شيىء واستعان عمه عليه بقومه ليرهبوه فطفقوا يهدودنه ويتوعدونه فكان يقول لهم :افعلوا ما شئتم فانا والله متبع محمداً وتارك عبادة الاحجار ومنصرف الى عبادة الواحد القهار وليكن منكم ومن عمى ما يكون فما كان من عمه الا ان جرده من كل ما اعطاه وقطع عنه رفده وحرمه من جداوه ولم يترك له غير بجاد يستر به جسده ( البجاد هو الكساء الغليظ) مضى الفتى المزنى مهاجراً بدينه الى الله ورسوله مخلفاً وراءه دياره التى قضى فيها طفولته واماكن اللعب فى الصبا مضى راغباً فيما عند الله من الاجر والثواب وجعل يحث الخطى نحو المدينه تحدوه اليها اشواق باتت تفرى فؤاده فرياً ثم مضى الى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبات فيه ليلته فلما انبلج الفجر وقف قريباً من باب حجرة النبى صلى الله عليه وسلم وجعل يترقب فى لهفه وشوق طلعه الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم من حجرته فما ان وقع بصره عليه حتى تهللت على خديه دموع الفرح وشعر كأن قلبه يريد ان يقفز من بين جنبيه لتحيته والسلام عليه ولما قضيت الصلاه قام النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على عادته يتصفح وجوه الناس فنظر الى الفتى المزنى وقال : ممن انت يا فتى ؟؟ فذكر الفتى له نسبه فقال له : ما اسمك ؟ فقال الفتى : عبد العزى فقال له : بل عبد الله ثم دنا منه رسولنا الاعظم وقال : انزل قريباً منا وكن فى جملة ضيافنا فصار الناس منذ ذلك اليوم ينادونه عبد الله ولقبه الصحابه الكرام " بذى البجادين " بعد رأوا بجاديه ووقفوا على قصته كانت سعادته لا توصف حين اصبح يعيش فى كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشهد مجالسة ويصلى خلفه وينهل من هديه ويتملى من شمائله رضى الله عنه وارضاه لقد نادته الدنيا فاصم اذنيه واقبل على الاخره يطلبها من كل سبيل لقد طلبها بالدعاء الذى كان يجأر به فى خشيه وخشوع حتى سماه الصحابه " كثير التأوه خوفاً من الله " وطلبها بالقرأن فكان لا يفتأ يعطر بشذى اياته البينات أرجاء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبها بالجهاد فكانت لا تفوته غزوه غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى غزوة تبوك سأل ذو البجادين الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعوله بالشهاده فدعا- بأن يعصم دمه من سيوف الكفار فقال له : بأبى انت وامى يا رسول الله ما هذا اردت فقال له عليه الصلاة والسلام اذا خرجت غازياً فى سبيل فمرضت فمت فأنت شهيد واذا جمحت بك دابتك فسقطت فقتلت فانت شهيد لم يمض على هذا الحديث غير يوم وليله حتى اصيب الفتى بحمى فمات على اثرها نعم مات الفتى المزنى مهاجراً الى الله مات مجاهداً فى سبيل الله مات بعيداً عن الاهل والعشير مات غريباً عن الوطن والدار فعوضه الله عن ذلك كله خير العوض فلقد خط له الصحابه الكرام قبره بسواعدهم الطاهره ونزل فى قبره الرسول الكريم صلى عليه وسلم بنفسه وسواه له بيده الشريفتين ولقد انزلاه الشيخان ابو بكر وعمر رضى حيث قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : قربا الى اخاكما فانزلاه اليه فتناوله منهما واسكنه فى لحده وكان عبد الله بن مسعود واقفاً يشهد ذلك كله فقال : ليتنى كنت صاحب هذه الحفره والله وددت لو كنت مكانه وقد اسلمت قبله بخمس عشره سنه انتهى الى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الصحابه للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا رحمة الله عليه واسكنه الله فسيح جناته ولا اجد عندى تعليق على القصه من روعتها وعبرها الرائعه غيراننى كلما راجعت القصه وجدت للاسلام حلاوة وعذوبه لقد لمسها الصحابه وعاشوا فيها وهم على الدنيا عرفوا الحق واتبعوه وسعوا اليه بكل قوه وعزيمه كان جيل الصحابه رجالاً بمعنى الكلمه رجالا يجيدون الانتقاء والاختيار فكروا جيداً و وجدوا ان الدنيا فانيه ومتاعها لا يساوى شيئاً زائلاً لا يبقى وجدوا ان اموال الدنيا لا تبقى وقصور الدنيا زائله وجاه الدنيا لا معنى له فكروا فوجدوا ان رضى الرحمن هو النعيم الباقى والجنه هى ارقى الامانى وكان القرار الشجاع الحاسم انا اتخيل سيدنا عبد الله المزنى بطل قصة اليوم وهو يقرر ان يتخلى عن كل النعيم الذى يعيش فيه وكل القصور والاراضى الخضراء والاشجار الباسقه المنبسطه اوراقها تظل على جبل ورقان وكأنه رضوان الله عليه ينظر الى كل هذا المتع بسخريه ويحدث نفسه فيقول لها لا تغترى بهذه المتع الزائله وتعالى معى الى نعيم مقيم نعيماً لا يزول تعالى يا نفسى الى رب غفور رضى الله عن الصحابه وارضاهم اللهم اجمعنا معهم فى جنه الرضوان لتتمتع برؤية وجوهم الطيبه ثم لنرى وجه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . ثم ليكون الفوز الاعظم والثواب االاوفر عندما يسمح الله عز وجل للمؤمنين والمؤمنات برؤية وجهه الكريم بعد كشف الحجاب اللهم امين امين امين يارب العاملين يا اخوانى هل تأذنون لى ان اسأل البعض واسأل نفسى متعجباً مالى ارى بعض الوجوه لا تتوضأ وبعض القلوب والاجسام لاتصلى ؟؟؟؟ مالى ارى فتيات اتخذن قدوتهن نانسى عجرم وهيفا وهبى وتركت وبكل اسف ومراره زوجات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابيات الفضليات ؟؟؟ مالى ارى شباباً قد شغلتهم مباريات كرة القدم والمغنيات وقيادة السيارات وكثير من الامور التافهه عن دراسه سيره رسولنا الاعظم وصحابته الكرام الاطهار الغر الميامين ؟؟؟ يا اخوانى واخواتى فى الله ان كان لنا نصيباً- فى الحياه الدنيا فتعالوا نتمتع به فى الحلال نعم فى الحلال ولا نرضى الا الحلال فمثلاً- انت يا من تحاول ان تتلذذ بسماع اغنيه من الاغانى الفاسده تعالى وجرب ان نستمع الى القرأن من صوت شجى اسمعه بقلبك اخى وقل لى ايهما احب الى قلبك ؟ وانت يا من تضيع الوقت فى مشاهدة الافلام والمباريات تعالى وجرب مره ان تذهب الى محاضره دينيه او استمع الى شريط لانشوده دينيه او محاضره تتقرب بها الى الله وتتعرف على نعيم الجنه لتسعى لها سعيها وقل لى بالله عليك ايهما احب الى قلبك ؟ ان كنت قد اثقلت عليكم فارجوا السماح وأعذرونى فما اثقلت عليكم الا لاننى احبكم فى الله كثيراً واحتاج منكم ان تنصحونى لنكون صحبه فى محبه الله والسعى وراء الجنه ان شاء الله وتعالوا نجعل هدفنا دخول الجنه ليسمح لنا رب العالمين برؤية وجهه الكريم
| |
|
mouchkila مشرفة
عدد الرسائل : 730 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 14/04/2007
| موضوع: رد: رجلاً ترك الدنيا وما فيها وسعى الى الاخره الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 5:29 pm | |
| شكرا اخي قصة جميلة و معبرة | |
|